الموضوع: دور آثارنا الفنية في تنمية الذوق الجمالي

[align=center]دور آثارنا الفنية في تنمية الذوق الجمالي [/align]

* تقرير : آل قمّاش


تميزت المملكة العربية السعودية بتراثها الفني الشعبي الغزير بشكل عام ، وذلك لاتساع مساحتها الجغرافية ، بالإضافة إلى الاختلاف في طبيعة البيئة والسكان ، ويهمنا في هذا الصدد النظر فيما تحتويه من كنوز فنية ومظاهر اجتماعية, تاريخية وبيئية مميزة . فمن الناحية التاريخية يوجد بمنطقة الباحة على سبيل المثال لا الحصر شواهد تدل على تاريخ مليء بالأحداث التاريخية ومواكبتها للمتغيرات التاريخية مما ترك آثارا إلى يومنا الحاضر شاهدة على تلك الأحداث التي مرت بها المنطقة . ومن الناحية البيئية فتتميز المنطقة بكثافة الغابات فيها ووفرة الأخشاب , وبطبيعتها الصخرية والتي تكثر بها الأحجار بمختلف أنوا عها وبسبب ذلك ارتبطت العمارة الشعبية ارتباطا وثيقا بجغرافية المنطقة ومناخها من حيث توفر خامات البناء كالأحجار والخشب ومن حيث ملائمة تلك المباني لطبيعة الطقس في هذه المنطقة. ولا تختلف منطقة عسير عنها كثيراً .


ولقد كان للمنطقة مظاهر اجتماعية مرتبطة بعادات وتقاليد وفنون شعبية وطرز معمارية جعلت المنطقة محط الأنظار لغناها التراثي . وفي التاريخ المعاصر أصبحت منطقة الباحة منطقة للجذب السياحي حيث يزورها في فصلي الشتاء والصيف الآلاف من أبناء المملكة والدول الخليجية المجاورة والسياح من خارج البلاد ,من هذا المنطلق لابد من الاهتمام بالمناطق البيئية والتراثية التي تمثل الواجهة المشرقة في تراث المنطقة , ولقد عانت المناطق الأثرية من الإهمال لفترة طويلة لعدم وجود جهة مختصة كوزارة للسياحة أو الآثار للاهتمام بهذا الجانب الاقتصادي الهام – صناعة السياحة – وفي السنوات الأخيرة اهتمت الدولة ممثلة في الهيئة العليا للسياحة بالسياحة الداخلية وجذب الاستثمار السياحي من خارج البلاد متمثلة في السائح الأجنبي , ولكن لا تزال هناك خطوات مهمة يجب اتخاذها في سبيل تنويع مصادر الجذب السياحي بمختلف ثقافاتهم ومشاربهم ومن ضمن هذا الاهتمام بمناطق التراث التي تحكي التاريخ الثقافي والحضاري والتراثي للمنطقة .


وهناك من المعالم الكثير الموجودة في منطقة الباحة والتي لا تزال باقية على وضعها الطبيعي ، و تحتوي على طراز معماري وتراث فني شعبي فريد يستحق الدراسة والتوثيق بكل ما يتضمنه من أساليب في البناء والتصميم المعماري التقليدي وما تحتويه من فنون شعبية في المنطقة والمشتملة على جماليات شكلية وتكوينات متنوعة ذات أسس ومقومات فنية لها ارتباطاتها بمكونات البيئة معتمدة في المقام الأول على خامة الحجر مع الاستعانة بالأخشاب و توظيفها في البناء و الأبواب والشبابيك والمرازح والقطع الفنية التراثية التي تحتوي جميعها على جوانب فنية وجمالية متمثلة في الزخارف الشعبية، والنقوش الأثرية، التي توجد في العناصر المكونة لبناء المنازل، أو في القطع الفنية التراثية بتلك القرية , والتي تحتوي على عناصر تثري الذوق الجمالي .
ويجب علينا الاستفادة من هذه الآثار في مجال السياحة و السياح معرفيا وثقافيا وتذوقيا من خلال زيارتهم لبعض المناطق الأثرية. كما يجدر بينا الحفاظ على ذا التراث العظيم وترميمه .




مصطلحات متعلقة بالتقرير :

التراث الشعبي
عرفه بدوي( 1991 م) التراث البيئي بما خلفه السلف من آثار علمية وأدبية وفنية .
وعرفه سليمان (1988م) بأنه (ما خلفه السابقون اللاحقون من ثقافة وحضارة وشهرة ).
كما عرف التراث الشعبي بأنها تلك الفنون التي تمتاز بعراقتها وتناقلها عن طريق التقليد والمحاكاة أو النقل الشفهي وهي تعبر عن روح الشعب وتقاليده ومعتقداته .

الفنون الشعبية
عرفها مرسي ( 1971م) ( هي تلك الفنون التي تستوحى من البيئة ذاتها وتنتقل عن طريق الموروثات وهي فن الشعب وأدبه الذي لم يتعلمه من الكتب وهي ترجمة لتأثر الفرد بالبيئة التي ينشأ بها وبعادات وتقاليد هذه البيئة ولا يسعى إليها الإنسان البيئي قاصدا ولكنها تأتي بشكل طبيعي دون تكلف) .

الزخارف الشعبية :
عرفت( أنيس1993م) بأنها ( فن تزيين الأشياء بالنقش). وهي الوحدات الزخرفية الهندسية والنباتية والرسوم الرمزية التي أتت بصورة تلقائية متكررة وقد نبعت من إحساس فطري يعبر عن معتقدات الشعب , والزخارف الشعبية بمنطقة الباحة هي التي وجدت على المباني المعمارية القديمة وأيضا على المكملات الخشبية مثل الأبواب والنوافذ والمرازح والسواري.

الذوق الفني:
هو كما عرفه( محمد زكي عشماوي ) تلك الموهبة الإنسانية التي انضجتها رواسب الأجيال السابقة وتيارات الثقافة المعاصرة والتي امتزجت فكونت هذا الشيء المسمى بحاسة التمييز أو التذوق. والذوق ليس غريزيا أي لا يولد الإنسان به كما يقول( ليونيل الفين) لذلك فالذوق يتكون من الاستمرار في مصاحبة ومعاشرة الجيد من الآثار الفنية – ومن ثم فالذوق يعني القدرة على إصدار حكم جمالي نتجاوز فيه آرائنا الشخصية وميولنا الذاتية وأفكارنا المسبقة .

_______
* آل قمّاش ، قمّاش علي (2004م) : "دور آثارنا الفنية في تنمية الذوق الجمالي" ، تقرير ، منتدى التربية الفنية ، الإنترنت .


وتقبلوا

مشكور استاذ وشكر خاص على ذكرك المراجع

يعطيك العافية

شكرا ياعاشق على الموضوع

الله يعطيك العافيه ولكن سؤال هل هناك علاقة بين التراث والتربية

أعجبنى اهتمامك بالدور الذى يمكن أن تلعبه آثارنا الفنية في تنمية الذوق الجمالي والحس الفنى وعرضك للشرح الجميل والمبسط فى هذا الموضوع لعله يكون حافزاً لباقى محبى الفن فى مختلف البلدان العربية ليحذوا حذوك وفقك الله وشكراً